عرض المقال
حساب الصعايدة تقل يا ريس
2013-02-05 الثلاثاء
«لو مصر كلها كرهت الإخوان لا يمكن الصعيد يعمل كده»، كثير من الإخوان يردد هذه العبارة وبمنتهى الثقة، يساعدهم على هذه الثقة فى حب الصعايدة لهم نتيجة الانتخابات أو الاستفتاءات الكاسحة التى دائماً لا تكسف إخواننا فى الجماعة، من الممكن أن تجد محافظة فى بحرى تقول «لا للإخوان»، لكن لم نجد محافظة فى قبلى حتى الآن قالت لا، ولكن وجهة نظرى الشخصية أن ما حدث ليس حباً للإخوان من الصعايدة، ولكنه سهولة التزوير فى هذه البلاد التى غالباً ما تكون خارج السيطرة، والتى غالباً ما ينهشها الفقر والهوان والإهمال ومن السهل شراء الأصوات فيها، وهذا يجب على الإخوان أن ينتبهوا إليه ولا تأخذهم العزة بالإثم أو الثقة بالطناش، أنه ليس حباً ولكنه رهان على من فى السلطة أنهم سيهتمون بهم ويمنحونهم الأمان والأهمية.
الحساب تقل يا ريس، الصعايدة تهبط عليهم الكارثة تلو الكارثة وحصالة الخطايا تزيد وتتراكم وتتضخم، ليس أولها سحل حمادة صابر الصعيدى لا تستر عورته ورقة توت، وهو الآتى من مجتمع يضعك فى خانة العدو إذا أسقطت عمامته سخرية وعمداً، عمامته وليس سرواله، قطار الصعيد يحمل أطفالاً فى عمر الزهور ذاهبين إلى حيث المعهد الأزهرى، الآباء الذين لملموا أشلاءهم قد انتخبوك من قبل وانتظروا المائتى مليار، وتطلعوا إلى السماء لعلهم يرون طائر النهضة فلم يجدوا إلا سراباً أخذوا يعدون على أصابعهم المائة يوم، وهم بالكاد يفكون الخط، مشتاقين إلى المن والسلوى، ولكنهم تعبوا من العد والإحصاء والأرقام ولم يجدوا خيط أمل أو شعاع ضوء أو طوق نجاة أو بارقة اهتمام، قطار ثانٍ صعيدى أيضاً يحمل جنوداً لا ذنب لهم سوى أنهم انتموا إلى الصعيد سواء بالعمل أو بالميلاد، كلهم كانوا يؤدون التحية العسكرية لك ويأملون فى عطاياك ومنحك وأياديك البيضاء، لكن لم يسعفهم القدر، الحسينى أبوضيف ابن سوهاج هذا الذى أثقل ميزان الخطايا واستقبل رصاصة الرفاق من الإخوان المنتقمين لأنه فضحهم فى تحقيقات صحفية فقتلوه وحطموا كاميرته التى ترصد خطاياهم، رحل ابن الصعيد بعدما عافر مع وحش الموت الفتاك، ولكنه رحل بعدما وقع بإمضائه على وثيقة إدانة تجار الدين.
هل سيظل الصعايدة كنزكم الاستراتيجى أيها الإخوان؟، هل ستظل صناديق الانتخاب هى البرد والسلام والأمن والأمان لكم؟، هل سيظل البطيخ الصيفى مثلجاً شهياً فى بطونكم؟، أعتقد أن الحساب تقل مع الصعايدة وهذا الحساب لا بد له من دفع حساب مقابل.